عباس العقاد وحياته
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عباس العقاد وحياته
عندما يكون المرء عملاقاً في قامته، فإنه يلفت اهتمام عيون الناس. وعندما يكون عملاقاً في قدره وثقافته وإبداعه وإحساسه بكرامته، فإنه يلفت قلوب وعقول الناس وكان عباس محمود العقاد عملاقاً في قامته، وفي قدره وثقافته وإبداعه، وإحساسه بكرامته فدخل عيون الناس وقلوبهم وعقولهم.
بدأ العقاد عمله في الصحافة في صحيفة "الدستور" سنة 1907 مع المفكر محمد فريد وجدي. ولم يمض عام على عمله في الصحافة حتى أصبح أول صحافي يجري حواراً مع وزير، هو الزعيم الوطني سعد زغلول، وزير المعارف في ذلك الوقت.
أغلقت "الدستور" عام 1909 واضطر العقاد ، تحت ضغط ظروف الحياة المعيشية، إلى بيع كتبه، إضافة إلى قيامه بإعطاء بعض الطلاب دروساً خصوصية. ولكنه لم يتمكن من مجابهة الأعباء المادية، فاضطر إلى السفر عائداً إلى أسوان، حيث ألف كتاب "خلاصة اليومية" واستقر في أسوان سنتين، وعانى في هذه الفترة من آلام المرض وضيق اليد.
عاد العقاد إلى القاهرة، حيث تعرف إلى عبد القادر المازني، وتوثقت الصلة بينهما عام 1911، وكان الأديب محمد المويلحي، صاحب كتاب "عيسى بن هشام" من المعجبين بكتابات العقاد، فأسند إليه سنة 1912 وظيفة مساعد لكاتب المجلس الأعلى لديوان الأوقاف.
وتعرف خلال تلك الفترة إلى الأدباء والشعراء أمثال عبد العزيز البشري ومصطفى الماحي، وأحمد الكاشف، وكان يكتب مقالات في "البيان" و "الجريدة" وألف كتاب "الإنسان الثاني".
وكتب تلك السنة مقدمة الجزء الثاني من ديوان عبد الرحمن شكري، وكتب فصولاً نقدية في مجلة "عكاظ" كما كتب عام 1918 في صحيفة "الأهالي" لصاحبها عبد القادر حمزة، ونجح العقاد بعد عمله في جريدة "الأهرام" سنة 1919 ، في كشف خداع لجنة ملز وتدليسها من خلال تلاعبها في ترجمة النصوص الخاصة بالحكم الدستوري لمصر، وانضم إلى جماعة "اليد السوداء" المعارضة للحكم، واشترك في كتابة منشوراتها.
وحين أعياه المرض عام 1912 عاد إلى أسوان حيث نشر الجزء الثالث من ديوانه، واشتراك مع المازني 1912 في تأليف كتاب "الديوان في النقد والأدب" كما أصدر كتاب "فصول" وإلى جانب مقالاته في "الأهرام" عمل في صحيفة "المحروسة".
انضمّ إلى حزب الوفد بقيادة سعد زغلول عام 1923، وعمل في صحيفة "البلاغ" ونشر كتابه "مطالعات في الكتب والحياة" ثم إنشق عن الوفد سنة 1933، وأصدر ديوانه "وحي الأربعين" كما أصدر العام ذاته ديوان "هدية الكروان".
وأصدر سنة 1936 صحيفة "الضياء"، لكنها لم تستمر، وكتب في صحيفة "الفتاة" مهاجماً معاهدة 1936، وأصدر عام 1937 ديوان "عابر سبيل" وإنضم إلى عبد القادر حمزة في تحرير جريدة "البلاغ".
ونشر سنة 1938 قصة "سارة" وعام 1939 كتاب "رجعة أبي العلاء". وأصدر كتابين عام 1940 هما "هتلر في الميزان" و "النازية والأديان" وعُيّن عضوا في المجمع اللغوي.
سافر إلى السودان سنة 1942، وأصدر تلك السنة ديوان "أعاصير مغرب" ونشر كتابي "عبقرية محمد" و "عبقرية عمر" وعين عام 1956 عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ومقرراً للجنة الشعر، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1959.
تم
بدأ العقاد عمله في الصحافة في صحيفة "الدستور" سنة 1907 مع المفكر محمد فريد وجدي. ولم يمض عام على عمله في الصحافة حتى أصبح أول صحافي يجري حواراً مع وزير، هو الزعيم الوطني سعد زغلول، وزير المعارف في ذلك الوقت.
أغلقت "الدستور" عام 1909 واضطر العقاد ، تحت ضغط ظروف الحياة المعيشية، إلى بيع كتبه، إضافة إلى قيامه بإعطاء بعض الطلاب دروساً خصوصية. ولكنه لم يتمكن من مجابهة الأعباء المادية، فاضطر إلى السفر عائداً إلى أسوان، حيث ألف كتاب "خلاصة اليومية" واستقر في أسوان سنتين، وعانى في هذه الفترة من آلام المرض وضيق اليد.
عاد العقاد إلى القاهرة، حيث تعرف إلى عبد القادر المازني، وتوثقت الصلة بينهما عام 1911، وكان الأديب محمد المويلحي، صاحب كتاب "عيسى بن هشام" من المعجبين بكتابات العقاد، فأسند إليه سنة 1912 وظيفة مساعد لكاتب المجلس الأعلى لديوان الأوقاف.
وتعرف خلال تلك الفترة إلى الأدباء والشعراء أمثال عبد العزيز البشري ومصطفى الماحي، وأحمد الكاشف، وكان يكتب مقالات في "البيان" و "الجريدة" وألف كتاب "الإنسان الثاني".
وكتب تلك السنة مقدمة الجزء الثاني من ديوان عبد الرحمن شكري، وكتب فصولاً نقدية في مجلة "عكاظ" كما كتب عام 1918 في صحيفة "الأهالي" لصاحبها عبد القادر حمزة، ونجح العقاد بعد عمله في جريدة "الأهرام" سنة 1919 ، في كشف خداع لجنة ملز وتدليسها من خلال تلاعبها في ترجمة النصوص الخاصة بالحكم الدستوري لمصر، وانضم إلى جماعة "اليد السوداء" المعارضة للحكم، واشترك في كتابة منشوراتها.
وحين أعياه المرض عام 1912 عاد إلى أسوان حيث نشر الجزء الثالث من ديوانه، واشتراك مع المازني 1912 في تأليف كتاب "الديوان في النقد والأدب" كما أصدر كتاب "فصول" وإلى جانب مقالاته في "الأهرام" عمل في صحيفة "المحروسة".
انضمّ إلى حزب الوفد بقيادة سعد زغلول عام 1923، وعمل في صحيفة "البلاغ" ونشر كتابه "مطالعات في الكتب والحياة" ثم إنشق عن الوفد سنة 1933، وأصدر ديوانه "وحي الأربعين" كما أصدر العام ذاته ديوان "هدية الكروان".
وأصدر سنة 1936 صحيفة "الضياء"، لكنها لم تستمر، وكتب في صحيفة "الفتاة" مهاجماً معاهدة 1936، وأصدر عام 1937 ديوان "عابر سبيل" وإنضم إلى عبد القادر حمزة في تحرير جريدة "البلاغ".
ونشر سنة 1938 قصة "سارة" وعام 1939 كتاب "رجعة أبي العلاء". وأصدر كتابين عام 1940 هما "هتلر في الميزان" و "النازية والأديان" وعُيّن عضوا في المجمع اللغوي.
سافر إلى السودان سنة 1942، وأصدر تلك السنة ديوان "أعاصير مغرب" ونشر كتابي "عبقرية محمد" و "عبقرية عمر" وعين عام 1956 عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ومقرراً للجنة الشعر، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1959.
تم
روعة- المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 10/03/2008
رد: عباس العقاد وحياته
أحسنتى ياروعه فى سردك لجانب من حياة عباس محمود العقاد واليكى جانب اخر من حياته مع تمنياتى بمزيد من الامتاع سأتناول جانبه العاطفى الرومانسى المختلف قليلا لكونه كشاعر وأديب
العملاق العاشق
كان العقاد عاطفياً جداً، لكنه لم يوفق في حبه، ولم يصادف المرأة التي تصون هذه العظمة الفكرية، فشاء القدر أن يحجب عنه القلب الوفي, رغم أنه كان يقول: إنه يتمنى أن يعرف ألف امرأة ويعشقها.
أحب العقاد سارة ومي في وقت واحد، وكانت مي أديبة مفوهة، وكان أسلوبها البلاغي فريداً، وطباعها شرقية، ولعل هذا التميز في شخصيتها هو أول ما جذب انتباه العقاد لها، حين رآها لأول مرة في مجلة "المحروسة" وكان عمره لا يزيد على سبعة وعشرين عاماً وكانت مي لا تتجاوز الحادية والعشرين.
وكتبت ميّ في إحدى رسائلها إلى العقاد: حينما أرسل لها بعض قصائده "إعجابي بقصيدتك البليغة في معناها ومبناها فاق كل إعجاب، وقد اغتبطت بها غبطة لا حد لها، واحتفظت بها في مكان أمين بين أوراقي خوفاً عليها من الضياع، إنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري حين قرأت هذه القصيدة، وحسبي أن أقول لك إن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرت به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان، بل نني خشيت أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد، منذ أول مرة رأيتك فيها في دار "المحروسة" إن الحياء منعني، وقد ظننت أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك، والآن عرفت شعورك وعرفت لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران".
كانت مي تحبه ، ولم تكن تعلم شيئاً عن حبه لسارة، والتي كانت مثالاً للأنوثة الدافئة، ناعمة رقيقة لا يشغل رأسها إلا الاهتمام بجمالها وإن كانت تهتم أيضاً بالثقافة، وقد ملأت سارة حياة العقاد سروراً ومرحاً، وكان للأيام السعيدة التي قضاها معها أثر كبير في أدبه، إلا أن شبح الشك الرهيب بدأ يكشر عن أنيابه ويعكر صفو تلك العلاقة حتى انتهت، وقد أصبحت قصة الحب هذه عنواناً لقصته الوحيدة.
وعندما شعرت مي بأن هناك شبح امرأة في حياة العقاد زارته على حين غرة في مكتبه، وهي الزيارة الأولى والأخيرة فرحب بها وأبدى استغرابه لزيارتها المفاجئة وابتهاجه بسؤالها عنه، وأنصت لها، فقالت بعد فترة وصوتها يتهدج "لست زائرة ولا سائلة". ونظرت إليه كمن يستحلفه بأن لا يتكلم وانحدرت من عينيها دمعتان، فما تمالك نفسه وتناول يدها ورفعها إلى فمه يريد تقبيلها فمنعته، ولم تكف عن النظر إليه، ثم استجمعت عزمها ونهضت منصرفة وهي تتمتم هامسة "دع يدي ودعني".
وأبرم العقاد هدنة مع قلبه، ولكن الحب عاد في العقد الخامس من عمر العقاد وانتهك هذه الهدنة، ووقع العقاد أسيراً للحب مرة أخرى.
وكانت الحبيبة هذه الفترة فتاة سمراء دعجاء العينين أحبت العقاد، وكان يخشى على قلبه من شبابها، ولم تكن تعرف هنومة، قيمة العقاد، ولم يقبل المحب الكبير المشاركة في الحب، فهو لا يمكن أن يكون واحداً ضمن عشرات من الناس الذين يحبونها أو تحبهم، هنومة ، تلك أصبحت ممثلة مشهورة معروفة، ومازالت تعيش حتى الآن.
نهل العقاد من شؤون المرأة أكثر من غيره وخصص لدراستها أربعة كتب هي: الإنسان الثاني أو المرأة عام 1912، "وهذه الشجرة" دراسة شاملة عن المرأة عام 1945". و"المرأة في القرآن" عام 1960، و "المرأة ذلك اللغز". كما خصص كتابين لشخصيتين من النساء أولاهما: "الصديقة بنت الصديق" عام 1934، عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وثانيتهما "فاطمة الزهراء والفاطميون"، عام 1938، أما "سارة" فهي قصته الوحيدة، وهي تاريخ أدبي للمرأة.
العملاق العاشق
كان العقاد عاطفياً جداً، لكنه لم يوفق في حبه، ولم يصادف المرأة التي تصون هذه العظمة الفكرية، فشاء القدر أن يحجب عنه القلب الوفي, رغم أنه كان يقول: إنه يتمنى أن يعرف ألف امرأة ويعشقها.
أحب العقاد سارة ومي في وقت واحد، وكانت مي أديبة مفوهة، وكان أسلوبها البلاغي فريداً، وطباعها شرقية، ولعل هذا التميز في شخصيتها هو أول ما جذب انتباه العقاد لها، حين رآها لأول مرة في مجلة "المحروسة" وكان عمره لا يزيد على سبعة وعشرين عاماً وكانت مي لا تتجاوز الحادية والعشرين.
وكتبت ميّ في إحدى رسائلها إلى العقاد: حينما أرسل لها بعض قصائده "إعجابي بقصيدتك البليغة في معناها ومبناها فاق كل إعجاب، وقد اغتبطت بها غبطة لا حد لها، واحتفظت بها في مكان أمين بين أوراقي خوفاً عليها من الضياع، إنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري حين قرأت هذه القصيدة، وحسبي أن أقول لك إن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرت به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان، بل نني خشيت أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد، منذ أول مرة رأيتك فيها في دار "المحروسة" إن الحياء منعني، وقد ظننت أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك، والآن عرفت شعورك وعرفت لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران".
كانت مي تحبه ، ولم تكن تعلم شيئاً عن حبه لسارة، والتي كانت مثالاً للأنوثة الدافئة، ناعمة رقيقة لا يشغل رأسها إلا الاهتمام بجمالها وإن كانت تهتم أيضاً بالثقافة، وقد ملأت سارة حياة العقاد سروراً ومرحاً، وكان للأيام السعيدة التي قضاها معها أثر كبير في أدبه، إلا أن شبح الشك الرهيب بدأ يكشر عن أنيابه ويعكر صفو تلك العلاقة حتى انتهت، وقد أصبحت قصة الحب هذه عنواناً لقصته الوحيدة.
وعندما شعرت مي بأن هناك شبح امرأة في حياة العقاد زارته على حين غرة في مكتبه، وهي الزيارة الأولى والأخيرة فرحب بها وأبدى استغرابه لزيارتها المفاجئة وابتهاجه بسؤالها عنه، وأنصت لها، فقالت بعد فترة وصوتها يتهدج "لست زائرة ولا سائلة". ونظرت إليه كمن يستحلفه بأن لا يتكلم وانحدرت من عينيها دمعتان، فما تمالك نفسه وتناول يدها ورفعها إلى فمه يريد تقبيلها فمنعته، ولم تكف عن النظر إليه، ثم استجمعت عزمها ونهضت منصرفة وهي تتمتم هامسة "دع يدي ودعني".
وأبرم العقاد هدنة مع قلبه، ولكن الحب عاد في العقد الخامس من عمر العقاد وانتهك هذه الهدنة، ووقع العقاد أسيراً للحب مرة أخرى.
وكانت الحبيبة هذه الفترة فتاة سمراء دعجاء العينين أحبت العقاد، وكان يخشى على قلبه من شبابها، ولم تكن تعرف هنومة، قيمة العقاد، ولم يقبل المحب الكبير المشاركة في الحب، فهو لا يمكن أن يكون واحداً ضمن عشرات من الناس الذين يحبونها أو تحبهم، هنومة ، تلك أصبحت ممثلة مشهورة معروفة، ومازالت تعيش حتى الآن.
نهل العقاد من شؤون المرأة أكثر من غيره وخصص لدراستها أربعة كتب هي: الإنسان الثاني أو المرأة عام 1912، "وهذه الشجرة" دراسة شاملة عن المرأة عام 1945". و"المرأة في القرآن" عام 1960، و "المرأة ذلك اللغز". كما خصص كتابين لشخصيتين من النساء أولاهما: "الصديقة بنت الصديق" عام 1934، عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وثانيتهما "فاطمة الزهراء والفاطميون"، عام 1938، أما "سارة" فهي قصته الوحيدة، وهي تاريخ أدبي للمرأة.
جـاسمن- المساهمات : 98
تاريخ التسجيل : 05/03/2008
من شعر عباس محمود العقاد
في البعد والقرب
لن يطيب يوما لن يطيبا ... هنْ عليّ اليوم أن كنت حبيبا
لا تكن ناراً من الشوق ولا ... دمعةً حرى، ولا قلباً كئيباً
لا تكن صحراء في البعد وقد ... كنت لي في القرب بستاناً رطيبا
إن تغيب شمساً فأوصِ النوم بي ... قبل أن تعرض عني أو تغيبا
***
يا حبيبي – بل فكن ما كنت لي ... صانك الله بعيداً وقريبا
واجعل الأنس نصيبي فإذا ... غبت عني فاجعل السهد نصيبا
كن نعيماً وعذاباً ومُنى ... تملأ النفس ، وحرمانا مذيبا
هكذا الحب دواليك فمن ... لم يكنه، لم يكن قط حبيبا
لن يطيب يوما لن يطيبا ... هنْ عليّ اليوم أن كنت حبيبا
لا تكن ناراً من الشوق ولا ... دمعةً حرى، ولا قلباً كئيباً
لا تكن صحراء في البعد وقد ... كنت لي في القرب بستاناً رطيبا
إن تغيب شمساً فأوصِ النوم بي ... قبل أن تعرض عني أو تغيبا
***
يا حبيبي – بل فكن ما كنت لي ... صانك الله بعيداً وقريبا
واجعل الأنس نصيبي فإذا ... غبت عني فاجعل السهد نصيبا
كن نعيماً وعذاباً ومُنى ... تملأ النفس ، وحرمانا مذيبا
هكذا الحب دواليك فمن ... لم يكنه، لم يكن قط حبيبا
روعة- المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 10/03/2008
رد: عباس العقاد وحياته
جـاسمن كتب:أحسنتى ياروعه فى سردك لجانب من حياة عباس محمود العقاد واليكى جانب اخر من حياته مع تمنياتى بمزيد من الامتاع سأتناول جانبه العاطفى الرومانسى المختلف قليلا لكونه كشاعر وأديب
العملاق العاشق
كان العقاد عاطفياً جداً، لكنه لم يوفق في حبه، ولم يصادف المرأة التي تصون هذه العظمة الفكرية، فشاء القدر أن يحجب عنه القلب الوفي, رغم أنه كان يقول: إنه يتمنى أن يعرف ألف امرأة ويعشقها.
أحب العقاد سارة ومي في وقت واحد، وكانت مي أديبة مفوهة، وكان أسلوبها البلاغي فريداً، وطباعها شرقية، ولعل هذا التميز في شخصيتها هو أول ما جذب انتباه العقاد لها، حين رآها لأول مرة في مجلة "المحروسة" وكان عمره لا يزيد على سبعة وعشرين عاماً وكانت مي لا تتجاوز الحادية والعشرين.
وكتبت ميّ في إحدى رسائلها إلى العقاد: حينما أرسل لها بعض قصائده "إعجابي بقصيدتك البليغة في معناها ومبناها فاق كل إعجاب، وقد اغتبطت بها غبطة لا حد لها، واحتفظت بها في مكان أمين بين أوراقي خوفاً عليها من الضياع، إنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري حين قرأت هذه القصيدة، وحسبي أن أقول لك إن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرت به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان، بل نني خشيت أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد، منذ أول مرة رأيتك فيها في دار "المحروسة" إن الحياء منعني، وقد ظننت أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك، والآن عرفت شعورك وعرفت لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران".
كانت مي تحبه ، ولم تكن تعلم شيئاً عن حبه لسارة، والتي كانت مثالاً للأنوثة الدافئة، ناعمة رقيقة لا يشغل رأسها إلا الاهتمام بجمالها وإن كانت تهتم أيضاً بالثقافة، وقد ملأت سارة حياة العقاد سروراً ومرحاً، وكان للأيام السعيدة التي قضاها معها أثر كبير في أدبه، إلا أن شبح الشك الرهيب بدأ يكشر عن أنيابه ويعكر صفو تلك العلاقة حتى انتهت، وقد أصبحت قصة الحب هذه عنواناً لقصته الوحيدة.
وعندما شعرت مي بأن هناك شبح امرأة في حياة العقاد زارته على حين غرة في مكتبه، وهي الزيارة الأولى والأخيرة فرحب بها وأبدى استغرابه لزيارتها المفاجئة وابتهاجه بسؤالها عنه، وأنصت لها، فقالت بعد فترة وصوتها يتهدج "لست زائرة ولا سائلة". ونظرت إليه كمن يستحلفه بأن لا يتكلم وانحدرت من عينيها دمعتان، فما تمالك نفسه وتناول يدها ورفعها إلى فمه يريد تقبيلها فمنعته، ولم تكف عن النظر إليه، ثم استجمعت عزمها ونهضت منصرفة وهي تتمتم هامسة "دع يدي ودعني".
وأبرم العقاد هدنة مع قلبه، ولكن الحب عاد في العقد الخامس من عمر العقاد وانتهك هذه الهدنة، ووقع العقاد أسيراً للحب مرة أخرى.
وكانت الحبيبة هذه الفترة فتاة سمراء دعجاء العينين أحبت العقاد، وكان يخشى على قلبه من شبابها، ولم تكن تعرف هنومة، قيمة العقاد، ولم يقبل المحب الكبير المشاركة في الحب، فهو لا يمكن أن يكون واحداً ضمن عشرات من الناس الذين يحبونها أو تحبهم، هنومة ، تلك أصبحت ممثلة مشهورة معروفة، ومازالت تعيش حتى الآن.
نهل العقاد من شؤون المرأة أكثر من غيره وخصص لدراستها أربعة كتب هي: الإنسان الثاني أو المرأة عام 1912، "وهذه الشجرة" دراسة شاملة عن المرأة عام 1945". و"المرأة في القرآن" عام 1960، و "المرأة ذلك اللغز". كما خصص كتابين لشخصيتين من النساء أولاهما: "الصديقة بنت الصديق" عام 1934، عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وثانيتهما "فاطمة الزهراء والفاطميون"، عام 1938، أما "سارة" فهي قصته الوحيدة، وهي تاريخ أدبي للمرأة.
روعة- المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 10/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى